قصيدة البخيل

 

البخيل               

الإهداء : إلى كل مربي بخيل...

البخل أهلك والبغضاء والكذب

من أين جئت ''أللأجحاظ''تنتسب ؟

أفنيت عمرك في الأموال تجمعها

لمن ستبقى وهذا القبر والترب ؟

تبلى بهم كل الأشيــاء في آن

فكيف تخلد الأمـوال والحسب ؟

احسب إذا شئت ما قدمت من فلس

إلى الصحــاب، غدا للفعل تحتسب

إذا جاء عزرائيل للحساب فماذا

ترد ومـاذا تـــراك  ستجب ؟

فاليوم لاغير الدبوس ينفعك،

لا المال يجدي إن أكثرت ما تهب...

*******************************

مال البخيل أعز من غضا البدن

بئس المعزة فيها الغبن والتعب.

غيري للذات الحياة قد صحب

والبخل صحبي، لأهل البخل أصطحب.

 

سكنت دارا كأني لست صاحبها

بخيل فيها ذو الوجهين منقلب.

يبدي عجــيب القول يا عجبا

إما إمام أو بالنــساء منشغب.

ينسى الزكاة ويقــيم الصلاة ولا

يرضى زواجا وذي الخمسين تقترب.

والوجه يذوي من الحرمان شوهه

جوع الليالي الذي لا تحصه الكتب.

أما الحذاء من الترحـــال أرهقه

كثر المسامير حتى صار يضطرب.

والعقل طفل به الأسخاف إن نطق

سخفا كــما الأطفــال قد لعبوا

**********************

هذا الزمان به الأموات قد عاشوا

بالغبن فيه فيما الأحياء قد سلبوا

يا رب صبرك فالأيـام تقـذفني

في حضن من أرى من أفعاله العجب

شعر عماره

---

الأجحاظ: هم بخلاء الجاحظ